وفاة النبى
صلى الله عليه وسلم
الى كل من فقد والده او والدته
الى كل من فقد ابنه او بنته
الى كل من فقد زوجه او زوجته
الى كل من فقد اخ او اخت
الى كل من فقد عزيز .....
تذكر وفاة رسول الله
تذكر وفاة الحبيب المصطفى
صلى الله عليه وسلم
فى أول شهر ربيع الأول من العام الحادى عشر للهجرة بدأ رسولُ الله يحسُ بالألم الشديد في رأسه فكان أولَ ما ابتدأ به رسول الله أنه خرج إلى بقيع الغرقد. فسلم على أهل البقيع واستغفر لهم.
تقول عائشة رضى الله عنها فلما رجع رسولُ الله من البقيع وجدنى وأنا أجد صداعاً فى رأسى وأنا أول وارأساه فقال: « بل أنا والله يا عائشة وارأساه» ([11])
فقامت عائشة رضى الله عنها الصديقةُ بنت الصديق ترقى النبى .
ففى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم أن عائشة رضى الله عنها قال: « كان رسول الله إذا اشتكى نَفَثَ على نفسه بالمعوذات ومسح عبنه بيده فلما اشتكى وجعه الذى تُوفَّى فيه طفقت أنفثُ على نفسه بالمعوذات التى كان ينفث وأسمح بيد النبى عنه»
وفي وراية للإمام مالك.
واسمح بيد رسول الله لأنها كانت أعظمَ بركةً من يَدى»
* واشتد الوجعُ برسول الله وهو في بيت ميمونة رضى الله عنها فدعا نساءه فاستأذنهن في أن يمرض في بيت عائشة فإذنَّ له رضى الله عنهن.
واشتد الوجعُ والألمُ برسول الله حتى قَلِق الصحابةُ قلقاً شديداًَ وحزنوا حزناً بليغاً فشعر النبىُ بهذا الحزن وهذا القلق. فأمرهم أن يصبوا عليه الماء.
كما ورد في الحديث الذي رواه البخارى من حديث عائشة رضى الله عنها قالت:
لما دخل رسول الله بيتى واشتد به وجعه قال هريقوا علىَّ من سبع قِرَي لعلى أعهد إلى الناس. وفي رواية ابن إسحاق حتى أخرج إلى الناس فأعهدُ إليهم.
تقول عائشة فأجلسناه في مخضبٍ لحفصة زوج النبى ثم طفقنا نصبُ عليه من تلك القرب حتى طفق يشيرُ إلينا بيده أن قد فعلتن ( وفي رواية ابن إسحاق) حتى طفق يقول حسبُكم حسبُكم
ثم خرجَ إلى الناس عاصباً رأسه حتى جلس على المنبر.
فكان أول ما ذكر بعد حمدِ الله والثناء عليه ذكر أصحابَ أحدٍ فاستغفر لهم ودعا لهم وأكثر الصلاة عليهم. ثم قال :
«أيها الناس إني بين أيديكم فرط وأنا عليكم شهيد وإن موعدكم الحوض وإني لأنظر لأنظر إليه من مقامي
هذا ، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها كما تنافسوا فيها فتهلككم كما أهلكتكم » ([12])
ثم قال :
«أيها الناس إني بين أيديكم فرط وأنا عليكم شهيد وإن موعدكم الحوض وإني لأنظر لأنظر إليه من مقامي
هذا ، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها كما تنافسوا فيها فتهلككم كما أهلكتكم »
([12])
ثم قال :
إن عبداً من عبادِ الله خيره الله بين الدنيا والأخرة وبين ما عند اله فاختار ما عند الله ففهمها أبو بكر وعرف أن العبد المخير هو رسولُ الله فبكى الصديق وقال بأبى أنت وأمى يا رسول الله .
بل نحن نفديك بأبائنا وأمهاتنا وأنفسنا وأموالنا فعجب الناسُ من بكاء أبى بكر فقال الرسول : على رسلك يا أبا بكر.
ثم قال: أيها الناس إن أمن الناس على بصحبته وماله أبو بكر
كلكم كان له عندنا يدٌ كافأناه بها متخذاً إلا الصَّديق فإنا تركنا مكافأته لله عز وجل.
لو كنت متخذاً من العباد خليلاً لا تخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة وصحبة وانظروا إلى هذه الأبواب النافذة إلى المسجد فسدوها إلا بيت أبي بكر ([13])
ثم قال : « يا معشر المهاجرين استوصوا بالأنصار خيرًا فإن الناس يزيدون وإن الأنصار على هيئتها لا تزيد وإنهم كانوا عيبتي التى أويت إليها فأحسنوا إلى مُحْسِنِهم وتجاوزوا عن مُسيِئهِم »
([14])
والحديث رواه البخاري ومسلم
ثم نزل رسول الله فدخل بيت عائشة وتقامَّ به وجعه، وثقل عليه المرض، ولم يعد يقدر على الخروج للصلاة بالمسلمين، فأمر النبى أن يصلى أبو بكر بالمسلمين . وفي الحديث الذى رواه البخارى ومسلم أن عبد الله بن مسعود دخل على رسول الله وقد اشتدت به الحمى فقال:
إنك لتوعك وعكاً شديداً يارسول الله قال: « أجل يا عبد الله إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم قلت إن لك لأجرين قال:كما نعم والذي نفسي بيده ما على الأرض مسلم يصيبه أذى من مرضى مما سواه الإ حط الله عنه خطاياه كما تحط الشجرة ورقها»([15])
ثم: دخل على َّ عبد الرحمنُ بن أبى بكر كما تقول عائشة رضى الله عنها فى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم قالت :
« إن الله جمع بين ريقى وريقه عند الموت دخل علىَّ عبد الرحمن وبيده سواك، وأنا مسندة رسول الله إلى صدرى، فرأيته ينظر إلى السواك ، وأنا أعرف أنه يحب السواك ، فقلت : آخذه لك يا رسول الله ، فأشار برأسه : أن نعم . فتناولته فأخذته ، ومضغته، ثم لينته ، قم طيبته ، ثم أعطيته لرسول الله فاستاك به جيداً، فلما انتهى أخذت السواك وأخذتُ أمْتَصُ من السواك ريق رسول الله فكان هذا هو آخر عهدى بريق المصطفى ».
فجمع الله بين ريقى وريقه في أخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة.
وكان بين يديه ركوة فيها ماء فجعل يُدخل يده في الماء فيمسح بهما وجه ويقول :
« لا إله إلا الله إن للموت لسكرات . اللهم أعنى على سكرات الموت» ([16])
وأقبلت عليه فاطمة الزهراء رضى الله عنها وكانت من أحب الناس إلى رسول الله وكانت إذا دخلت عليه في حالة صحته قام إليها وقبلها وأجلسها في مجلسه ولكنه اليوم لا يستطيع القيام كما ورد في الحديث الذى رواه أبو داود والترمذى والنسائى . وابن حبان والحاكم من حديث عائشة رضى الله عنها.
« ما رأيت أحداً أشبه سمتاً وهدياً برسول الله بقيامها وقعودها من فاطمة وكانت إذا دخلت على النبى قام إليها وقبلها وأجلسها في مجلسه»
فلما مرض الرسول دعا كما ورد في الحديث الذى رواه البخارى من حديث عائشة : « دعا النبى فاطمة عليها السلام في شكواه الذى قبض فيه فسارها بشئ فبكت ثم دعاه فسارها بشئ فضحكت فسألنا عن ذلك فقال : سارنى النبى أنه يقبض في وجعه الذى توفى فيه ، فبكيت ثم سارنى فأخبرنى أنى أولُ أهله ( لحوقاً به) يتبعه، فضحكت» ([17])
ثم قال: يا فاطمة إن جبريل كان يعارضنى القرآن في كل عام مرة ولقد عارضنى القرآن ، في هذا العام مرتين وما أراه إلا أنه قد اقترب الأجل يا فاطمة فبكت رضى الله عنها فقال : يا فاطمة إنك أشدُ نساءِ المسلمين مصاباً بى بعد موتى فلا تكونى أقل امرأةٍ منهم صبراً فاصبرى يا بنتى واحتسبى عند الله اجركى فقامت فاطمة تبكى وتقول احتسبتك عند الله يا رسول الله .
* فلما كان يوم الأثنين الذى توفى فيه رسول الله خرج إلى الناس وهم يصلون الصبح فرفع الستر وقام على باب عائشة فكاد المسلمون يُفتنون في صلاتهم فرحاً برسول اله حين رأوه وهمَّ أبو بكر أن يتأخر فأشار إليهم أن أثبتوا على صلاتكم وتبسم لما رأى من هيئتهم في صلاتهم ثم رجع وأرخى الستر ([18])
* وعاد وقد اقترب الأجل وبدأت اللحظات الأخيرة من عمره الشريف تتلاشى وتنتهي .
تقول عائشة: «مات رسول الله بين سحرى ونحرى وأنا مسندته إلى صدري فرأيته رفع يده أو إصبعه ثم قال : بل الرفيق الأعلى ..، بل الرفيق الأعلى ..، بل الرفيق الأعلى فعلمت أنه لا يختارنا» ([19])
وعن أنس قال : لما ثقل النبي جعل يتغشاه فقالت فاطمة عليها السلام: واكرب أبتاه، فقال لها : ليس على أبيك كربٌ بعد اليوم فلما مات قالت : يا أبتاه أجاب رباً دعاه، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه فلما دفن قالت فاطمة : يا أنس أطابت نفوسكم أن تحثوا على رسول الله التراب» ([20])
•
مات رسول الله ..
مات المصطفى محمد ...
مات خير خلق الله ..
مات إمام الأنبياء ومات إمام الأصفياء..
مات إمام الأتقياء