زينب عضوة عسل
عدد المساهمات : 83 تاريخ التسجيل : 01/04/2010
| موضوع: احذر لسانك عند الغضب بقلم ياسر الحزيمي الثلاثاء يونيو 21, 2011 6:35 am | |
| قصة وعبرة بسم الله الرحمن الرحيم
احذر لسانك عند الغضب بقلم ياسر الحزيمي
قصة ليست من نسج الخيال ولست من الوعاظ الواعضين ولست ممن يحوك القصص من أجل ترويجها أو التندر بها وإنما هي الحقيقة أظهرت معظمها وأخفيت ما تقتضي المصلحة عدم ظهوره
في أحد شوارع الرياض وقف أحمد ذو 15 عاماً عند إشارة المرور ينتظر ضوءها الأخضر وبينما هو كذلك وإذ بسيارة أخرى تقف بجواره ابتسم صاحبها له ثم رفع يده من بعيد للسلام عليه غضب أحمد وأشار بيده ( ماذا تريد ..؟ ) ثم أنزل نافذة سيارته وقال له ( متى المعرفة ..؟ ) فقال الرجل وقد بدا عليه الاستغراب والاستنكار ( يا أخي السلام سنة وقد أمر به النبي عليه السلام ) فقال أحمد طز فيك وفي .................. ( ثم تلفظ على الحبيب المصطفى بكلمات لا أجرؤ على كتابتها ) عم الصمت الموقف لبضع ثواني فالكلمة كانت أعظم من أن تمرر بسهولة والجرم أكبر من أن يستهان به فقال الرجل لا حول ولا قوة إلا بالله لا حول ولا قوة إلا بالله ثم انطلق بسيارته وانفض المشهد كنت أنظر للموقف وقد هالني ما رأيت و تملكني العجب وضاقت نفسي مما سمعت فقررت إيقافه ونصحه وفعلاً استوقفت أحمد وسلمت عليه وبدأت بمناقشته حول ما حصل فأخذ يزمجر ويكابر ويتوعد ويتهدد فقلت له يا أحمد استعذ بالله من الشيطان واستغفر الله وكفّر عما قلت في حق النبي عليه السلام فلقد قلت كلمة عظيمة ، ألست مؤمنا بالله ؟ ألست تحب نبيك ؟ ألا تخشى من عاقبة كلمتك ؟ فقال أحمد وقد أخذته العزة بالإثم بل يجب أن يستغفر هو لأنه استفزني وجعلني أفقد أعصابي و أصر أحمد على موقفه وكابر وعاند فلما رأيته كذلك دعوت له وودعته فركب كل منا سيارته فنظرت إليه نظرة مشفق يحب له الخير نظرة مشفق يعي عظم تلك الكلمة التي قالها ، سرت قليلاً حتى استوقفتني إشارة المرور و أحمد بجانبي لا ينظر إلي انبعث اللون الأخضر من الإشارة فتحرك الجميع يتقدمهم أحمد وفي لمح البصر اصطدمت سيارة مسرعة بسيارة صاحبنا أحمد فقذفته بعيدا وتطايرت أجزاء السيارتين وتناثر الزجاج في كل مكان وبدأ الناس بالصراخ والأطفال بالبكاء وتجمعت الحشود وتعطلت حركة السير كل ذلك في ثوان معدودة ، ترجلت مسرعاً من سيارتي و اقتربت من سيارة أحمد فوجدته ملطخاً بدمائه يئن من الألم وأنفاسه تخرج بصعوبة وجسده يرتعش أجتمع الناس حوله فحملوه في سيارة أحدهم وذهبوا به إلى المستشفى ركبت سيارتي واستندت إلى المقبض وأخذت أقلب الأحداث في عقلي ............! لا إله إلا الله ما الذي حدث ..؟ وكيف كان ذلك وفي لمح البصر ...؟ بدأت أتساءل هل هي عقوبة له ...؟ هل هو درس لي ..؟ ما الذي حدث ؟ مسحت دموعي ولملمت مشاعري وذكرت الله وحمدته ثم انطلقت للمستشفى لأطمئن على أحمد وفي عقلي تتردد هذه الآية [كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ] نعم وربي أخذ عزيز مقتدر ، غضب الرب فعظم الخطب دخلت الإسعاف وسألت عنه فقال لي الطبيب إن حالته حرجه وسنضطر لنقله لغرفة العناية المركزة نظرت إليه وقد فقد وعيه ثم دعوت الله له أن يشفيه ويغفر له ما سلف خرجت من المستشفى وفي خاطري ما لا يسعه التعبير ولا يقبله التفسير ، تساؤلات أغرقتني ومخاوف راودتني هل هي عقوبة له ..؟ ما أعظم أثر الكلمات ( رب كلمه لا يلقي لها الانسان بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفا ) و قال عليه السلام : ان العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها في النار سبعين خريفا ) سيركن المسلم إلى الصمت لو تذكر أن كل كلمة محسوبة له أو محسوبة عليه، وسيمتنع المسلم عن كثير من الكلام لو تذكر أن كل كلمة مرصودة في سجل أعماله (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) يسجله الملكان في الدنيا ويوم القيامة ينكشف الحساب ويكون الجزاء ( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ما أعظم أثر الكلمات .... وما أشقى من فحش قوله وساءت حروفه وما أعظم خطر اللسان تلك العضلة التي تكمن خلفها كل معضلة كلمة واحدة يستحق الإنسان بسببها النار أعاذنا الله وإياكم من النار مرت الأيام وجل تفكيري كان في أحمد وفي الموقف الذي حدث قررت زيارته لعل صحته قد تحسنت فعزمت أمري وانطلقت إليه ، دخلت غرفته وسلمت على والده المكلوم وسألته عن حالته فقال لي الأب الحمد لله على قضائه وقدره لقد شل جسمه تماماً وفقد وعيه نزل الخبر علي كالصاعقة فاسترجعت وذكرت الله وحمدته ثم دعوت الله له ولوالده ثم انصرفت كانت هذه الحادثة قبل عشر سنوات من الآن ....... ومازال أحمد طريح الفراش لا يتحرك منه سوى رقبته ( وما قَدَرُوا اللّه حقَّ قدْرِه والأرضُ جميعاً قبضَتُه يومَ القيامة والسماوات مطوياتٌ بيمينه سُبْحانه وتعالى عمَّا يُشركون ) أحمد ..... أسأل الله العظيم أن يشفيك وأن يمتعك بعافية من عنده وأن يفتح على قلبك وأن يجعل ما مر بك تكفيراً لك وأن يلهمك الصبر وأن يعينك على كدر الدنيا حتى انقضاء الأجل ياسر الحزيمي | |
|
زنوبة مشرفة
عدد المساهمات : 178 تاريخ التسجيل : 15/05/2010
| موضوع: رد: احذر لسانك عند الغضب بقلم ياسر الحزيمي الخميس يوليو 07, 2011 8:17 am | |
| سلمت الايادي اختي
قصة وعبرة | |
|