«ضرب الأطفال» .. بين التأديب والترهيب !
ضرب الاطفال.. اسلوب من اساليب التربية المعروفة قديما وحديثا.. بشرط ان يكون وفق الشريعة الاسلامية وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رسمه لنا... ضربا تأديبيا غير مبرح .
واكدت دراسة ان الاطفال الذين يؤدبهم اباؤهم في الصغر بضربهم بشكل خفيف وغير مؤذْ جسديا ينمون ويصبحون اكثر سعادة ونجاحا عند البلوغ. وذكرت دراسة ايضا ان الطفل اذا تعرض للضرب غير المبرح والتأديب حتى سن السادسة من العمر يتحسن اداؤه في المدرسة ويصبح اكثر تفاؤلا ونجاحا من نظرائه الذين لا تتم معاملتهم بهذه الطريقة.
ولا يجوز ضرب الطفل بشكل عام ، الا في حالات يكون من الضروري فيها تنبيه الاطفال الى فداحة العمل الذي قاموا به وبشرط ان يكون الضرب تأديبيا وغير مؤذْ جسديا ، فيجب ان يكون الضرب بين ضربتين ، بين الشديد القاسي ، والهين اللين.. وقد كان علي رضي الله عنه يقول: ضرب بين ضربين ، وسوط بين سوطين.
فهناك اباء يعجزون عن فهم اطفالهم وايضا عدم القدرة على اقناعهم بما هو واجب العمل به ايا كان ذلك عن طريق الكلام او فن الحوار السليم بينهم ، فهنا تترتب نتائج سلبية تلحق بهم وتزيد الضرر بهم ايضا اولها الامراض النفسية والجسدية ، ومن ثم فقدان الثقة بين الاهل والطفل واهتزاز شخصية الطفل امام الناس وزيادة عناد الطفل واستمراره في الخطأ واصراره عليه ، بالاضافة الى قتل روح الابداع والمبادرة والتجديد والبحث عن الاصدقاء الذين يوافقونه في عاداته السيئة ، مما يوقعه فريسة في ايدي رفاق السوء.
وبين مؤيد ومعارض لضرب الطفل ، خرجت "الدستور" بالانطباعات التالية.
عقاب دون تهور
سلمى 28" عاما" تقول ان الطفل يجهل اكثر مما يعلم ، فلا يفرق بين الخطأ والصواب ، لذلك تكون مرحلة تعليمه من الصغر اولى الخطوات في تقويمه ، فاذا لم يصلح الطفل التصحيح الفكري او العملي ، واصر على ارتكاب الخطأ وضاقت بنا السبل ، ونفدت كل الاساليب.. فهنا نلجأ الى العقاب دون تهور.. اي التأديب حتما لازما عليه ، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "علقوا السوط حيث يراه اهل البيت ، فانه ادب لهم".
اضطراب نفسي
اما احمد الشيخ "مدرس" فقال: ان طرق ضرب الطفل مختلفة فاذا كان الضرب مبرحا فهذا سوف يؤثر على الطفل من ناحية الاضطراب النفسي والخوف ونوبات الاغماء والتبول اللاارادي ، والتأتأة في الكلام ، والفزع الليلي ، وكذلك يؤثر على التحصيل العلمي في المدرسة ، فلذلك عندما يفكر احد الاباء بالضرب فيجب مراعاة كيفية التعامل بالموقف اي ممكن الضرب ان يكون على الايدي وبالتالي لا يفقد السيطرة مع طفله.
عقاب بديل
وقالت رويدة شاهين: انا ام لاربعة اطفال حيث اتعامل مع ابنائي بالعقاب البديل وهو حرمان الطفل من اللعب او الخروج واللهو مع الاصدقاء وحرمانه ايضا من المصروف او اي شيء هو يحبه مثل الكمبيوتر ، فهذا اعتبره بدلا من الايذاء البدني الذي من الممكن ان يؤثر على نفسيتهم في الكبر.
وقال ابو سفيان: انا لا اؤيد ضرب الطفل ، فنحن الكبار علينا ان نقدر انه ما زال طفلا ولا يعي كل ما يفعل فلا نحاسبه على الصغيرة والكبيرة ، فهو يجعل ما يفعله من افعال صائبة ، فهناك توجد وسائل لتهذيب سلوك الطفل غير الضرب وهو تأنيبه عن طريق الكلام ولا نتناسى كل ما يفعله من اعمال ايجابية فيجب علينا التشجيع
له لان هذا يدفعه لعمل كل ما هو ايجابي.
تهذيب وتأديب
فيما قالت سعاد اليماني: انا اؤيد ضرب الطفل من سن السادسة الى سن الثانية عشرة لان فيه نوعا من انواع التربية فيجب على الطفل ان يهاب والديه ، لكن ينبغي ان تعلموا ان الضرب يكون عند الحاجة فهو ضرب تهذيب وتأديب وليس ضرب انتقام وتعذيب ، بالاضافة الى اختيار مكان العقوبة المناسبة فلا يكون امام الناس او احد من اقربائه.
فنصيحة لكل ام واب او مربْ ان تحكم اعصابك وتختار الوقت المناسب لتعالج الموقف بينك وبين طفلك بالاسلوب الصحيح والسليم ، واذا ضاقت بك الحال ، فارفع يديك لله تعالى واستغفره وادع لابنك بالهداية ، وحسن الخلق.
السبت فبراير 19, 2011 11:43 am